مقدمة :
ما عاد يا دنياي وقت للهوي ..
ما عاد همس الحب في وجداني
الحب : أن نجد ( الرغيف ) مع الصغار
الحب : ان نزرع الاحلام في أيدي النهار
الكلام الساكت :
في يوم من الايام وانا راجع من امدرمان للخرطوم فكرتا اقعد شوية في حدائق ( حبيبي مفلس ) .. اترددتا وقلتا بيني وبين نفسي هسي لو البواب بتاع الحديقة قال لي ممنوع دخول ( الفرد ) الا تكون ( جوز ) .. قايتو اتوكلتا ودخلتا ( حبيبي مفلس ) .. لقيت الناس (اتنين اتنين فرح يتكلم بلغتين ) .. ياربي الناس ديل بقولو في شنو ؟ طيب لو قال ليها بحبك وقالت ليهو وانا برضو .. تاني حا يقولو شنو ؟ احتمال يكونو بفكرو يحلو مشلكة الشرق الاوسط . المهم ما همانا .. وفضلت قاعد علي صخرة تحت شجرة ظليلة .. وتذكرت قول الشاعر :
ثاو علي صخر أصم وليت لي ** قلبا" كهذي الصخرة الصماء
وانا قاعد وبتأمل في الماء والخضرة والوجه الحسن .. رأيت امراءة يتجاوز عمرها الخمسين شايلة في يدها اليمين حفاظة ايسكريم ( دندرمة زي ما كنا بنسميها زمان ) وفي يدها الشمال طبق فيهو فول وكبكبي وفشار .. ويا الله يا الله قادرة تمشي .. ناديتها عشان اشتري منها.. وقلتا ليها يا حاجة انتي بعدا ما كبرتي بتشتغلي ليه ؟
قالت لي : (( يا ولدي لو ما اشتغلتا نأكل شنو ؟ أوبو البنيات كبر ووكت شبابو ما كان مقصر .. والبنيات عرسوهن .. وفضلت واحدة .. والولد عرس وساكن مع نسابتو . والعندو ما مقصر بيها مننا الا ما مكفية .. عشان كدي بشتغل وألقط .. نأكل انا والبنية وأبوها . )) .
خرجت وانا بقول في سري : يا ( حبيبي مفلـــس ) رغم ما فيك من قصص حبكانات .. فيك ماسي .
والي ان نلتقي في كلام ساكت تاني دمتم سالمين .وما بكم من نعمة فمن الله .