الانتاج الزراعى فى العالم

يواجه الإنتاج الزراعي لدى البلدان المتقدمة أعباء التكلفة المرتفعة، إذا حُرِم من الدعم والمساعدة، يواجه في البلدان النامية خطر الانحسار وخفض الإنتاج، ويتسببُ تالياً بخللٍ بين العرض والطلب في السوق العالمية، ما يقودُ إلى مزيدٍ من ارتفاع الأسعار، وحدوث اضطراباتٍ اجتماعية واقتصادية. وإذا كان عدد الفقراء لم يتراجع منذ 20 عاماً، وإن تدنت نسبتهم إلى عدد السكان، فبسبب الفارق بين الحاجة وبين الموارد. ففي أفريقيا الوسطى ارتفع الذين يعانون سوء التغذية، من 36 في المئة بداية تسعينات القرن الماضي إلى 56 في المئة بعد عقد. وفي أفريقيا 10 في المئة فقط من الأراضي الصالحة للزراعة، مستغلّة، كما أن تمدد الحضر، حيث 50 في المئة من سكان العالم يعيشُ في المدن، يقلّص المساحات الزراعية، ويصيب تدهور الأراضي الزراعية سنوياً بين 5 ملايين وعشرة ملايين هكتار، بحسب تقديرات البنك الدولي.

وما يزيد من تدهور واقع الإنتاج الزراعي المخصص للغذاء البشري، تحوّل مساحات كبيرة إلى إنتاج الزراعات المنتجة للوقود الحيوي. فإنتاج الإيثانول في البرزايل يحتاج إلى مضاعفة المساحات المزروعة لإنتاج 44 بليون ليتر في 2016، والاتجاه ذاته في الولايات المتحدة حيث 30 في المئة من غلال الذرة تستخدم لإنتاج الإيثانول، علماً أن الكمية اللازمة لإنتاج 100 ليتر تكفي لتغذية شخص واحد على مدى سنة.

فالجنوب، الذي تدهورت زراعته، خصوصاً في مساحات كبيرة في بلدان آسيوية، يتحمّل أعباء ارتفاع أسعار مواد الغذاء، نظراً الى اعتماده في توفيرها، على الاستيراد. وتجد بلدان كثيرة ذاتها، ضحيّة عدم الأمن الغذائي، وهو خوف يتعاظم. وما يزيد من عبء بلدان الجنوب، كونها تحتضن الخزان البشري الأكبر، نحو 5.5 بليون نسمة، منها 3 بلايين يعيشون في الأرياف، و2.5 بليون منهم يمارسون نشاطاً زراعياً. فالزراعة تساهم مباشرةً في نمو تلك البلدان، وتؤمن دخلاً لصغار المنتجين وتحتضن نشاطات متممة للزراعة، في الصناعات الغذائية والخزن والنقل. وتُظهر دراساتٌ أجراها البنك الدولي، أن فعاليّة تطور النمو الزراعي المحلّي، يوازي مرتين أكثر من تطور النمو الداخلي في غير القطاع الزراعي، في تقليص الفقر، وأربع مرات في البلدان الأكثر فقراً. والانخفاض الحديث للفقر في البلدان النامية، من 28 في المئة في 1993 إلى 22 في المئة في 2002، يعزى في جزء كبير منه إلى تراجع الفقر في المناطق الريفية من 37 إلى 29 في المئة، في الفترة ذاتها.

ونظراً إلى السعي المتواصل في تحسين الزراعة، باتت الهند دولةً مصدّرة، على رغم أنها لم تقضِ على الفقر لديها، وكذلك البرازيل البلد الأكثر اعتماداً على الزراعات التصديرية، وتعتبر رابع أكبر دولة في الصادرات الزراعية، لم تستطع أن تكفي صغار المزارعين.

لذا عندما تصطدم مصالح البلدان المتقدمة، الأقل عدداً سكانياً، مع مصالح البلدان النامية، أو بلدان الجنوب الساعية إلى أن تصيرَ بلداناً مصدّرة للمنتجات الزراعية، يتوقف الحوار. فالحوار الجدي يجب أن ينتهي إلى ضمان مصالح الجميع، بتحديد معايير وقياسات موّحدة، تعمل بها بلدان العالم. فيكون الدعمُ الزراعي متساوياً، وإلغاؤه شاملاً. وإلا أدت المساعدات التي تقدمها البلدان المتقدمة، ليس إلى منافسة إنتاج بلدان الجنوب الزراعي، بل وإلى خفض الإنتاج الزراعي العالمي، في وقتٍ يرتقب العالم 9 بلايين إنساناً يبحثون عن غذاء في 2050.

يا حسن شوف لينا الأنتاج الزراعي في الحتانه @@@@@وما تقول عندنا أراضي كبيره شرق الحتانه عايزه تمويل يلا أفتح الباب&&&&&&&&&&