شخصيات لها مكان في ذاكرتى

سأظل اكتب حتي تملوا القرآءة او تنفد الكلمات...

الأمين محمد هاشم , ( الأمين ود هاشمي) :

كان احد أعيان المطمر واحد قادتها وصناع القرار فيها , فبالإضافة إلي حسن الجوار كانت تربطنا به مصالح دنيوية هامه ويمثل رقما في المنطقة لا يمكن تجاوزه , فقد كان تاجرا يمتلك واحد من أهم دكاكين المنطقة , وكان أيضا واحدا من أهم الجزارين في القرية بصفة خاصة والمحمية بصفة عامة بل وحتى كبوشية , وكان مزارعا يزرع في البحر ووادي الهواد , كما كان يملك المخبز الوحيد في القرية , وكان هو أول من ادخل عربة الكارو التي يجرها الحصان في البلد , وكانت بئره المشهورة ( بئر الأمين ود الهاشمي ) من أهم مصادر المياه الصالحة للشرب لسكان فريقنا في حال تعطلت وابور الماء .
كان دكان الأمين ود هاشمي هو المصدر الرئيسي لنا للتسوق باعتبار انه اقرب الدكاكين إلينا إضافة إلي انه كان تاجرا ماهرا يستطيع أن يوفر للزبون كل متطلباته , ولكن أكثر ما كان ينفرنا من دكانه هو الكلاب الشرسة التي كان يحرص دائما علي تربيتها , بل كانت في كثير من الأحيان تقطع علينا الطريق مما يضطرنا إلي تغيير اتجاه مسارنا , وكان الأمين جزارا لا يشق له غبار بل كان يمثل مصدرا رئيسيا لنا لشراء اللحوم سواءا ضأن أو بقر , وكان يملك جزارتين واحدة في الشجر بجوار بئره المشهورة وكان يذبح فيها الضأن أو الماعز , والأخرى في شجر السندة وكانت لذبح البقر يوم الخميس من كل أسبوع , وهذا يعكس لنا مدي القوة الشرائية والكثافة السكانية في تلك الفترة , بعكس الحال اليوم حيث أصبح الجزار ( فاروق ) لا يستطيع أن يسوق حتى خروفا واحدا كل ثلاثة أو أربعة أيام مما يضطره لتسويق ما تبقي من اللحم في العوضاب أو القلعة . وكما كان الأمين ود هاشمي تاجرا ماهرا كان أيضا جزارا ماهرا يعرف كيف يسوق ذبيحته , فكان كثيرا ما يردد العبارة المشهورة { الزول قليل الفهم يأكل الكسرة ويخلي اللحم } , وكان في وقت الزحمة الشديدة الكل يناديه ( الأمين أديني ) فكان يقول أنا ما اسمي الأمين أنا اسمي ( هاك ) , هذا جزء يسير مما علق بذاكرتي عن الأمين محمد هاشم , نسأل الله له الرحمة والمغفرة .

لك التحية أخي عبد العزيز علي سردك لذكري شخصية مهمة جدا في حياتنا الامين ود هاشمي ولكي لا افسد عليك الموضوع اريد ان تتواصل في الكتابة عن شخصية الامين ود هاشمي في حلقات متواصلة والحديث عنه مؤلفات ... الموضوع رائع ولك التحية وبصراحة كنت اتمني ان تكتب اكثر في هذا الموضوع بالذات بالرغم انا سابقا عتبت عليك بالاطالة في مواضيعك بس في هذا الموضوع اتمني ان تكتب وتكتب ولك التحية اخي عبد العزيز

والله يالذيذ ياراااااااااااااائق كتاباتك تبث فينا شجون وتعيد لنا لحظات رائعة نتمنى ألا نحرم من كتاباتك أبدا ولك الشكر


ومن الحتانة سلااااااااااااااااااام

لك التحية دوما اخى دراش...
صاحب الكتابات الرائعة والفكر النير والقلم المبدع...

كل عام وانتم بخير , رمضان كريم , تصوموا وتفطروا علي خير ,,,

الشكر للإخوان إبراهيم وعبده والدحيش وللأخت نادية علي التعليق , أنا تعمدت ألا أطيل في الكلام حتى لا يشعر القارئ بالملل , ولكن أوعدك يا أبو ريناد بكتابة المزيد عن عمنا الأمين محمد هاشم عليه رحمة الله , وفي مثله يطيب الكلام , وأنا في الموضوع دا حا أتكلم باختصار عن بعض الشخصيات التي كان لها تأثير ولو بسيط علي طفولتنا أو صبانا.

احمد محمد النعيم , ( احمد ود النعيم ) :

بالرغم من أن معرفتنا به لم تكن إلا بعد مصاهرته للامين ود هاشمي وزواجه من إحدى بناته , إلا انه مثل محطة هامة في طفولتنا وصبانا , فقد كان هو أول من ادخل إلينا التلفزيون في المنطقة في تلك الفترة , فقد ملأ علينا تلفزيون احمد ود النعيم فراغا كبيرا , وبحكم عدم وجود موضوع ثابت في الليالي في البلد سوي الجلوس في قوز( امونة ) أو قوز( مصطفي ود حامد) فكنا من بعد شراب شاي المغرب ننتظر بفارق الصبر سماع صوت دينمو الكهرباء الخاص به , وبمجرد سماع الصوت نتجه مباشرة إلي داره , ومع إننا لم نكن نهتم كثيرا بما يتم عرضه في التلفزيون إلا أننا كنا نستمتع بما نشاهده حتى ولو كانت صورة متحركة بدون صوت ,واذكر إن أول ما تابعناه كان مسلسل مصري اسمه ( قصة حب) , وفي حا تشوش الصورة أو عدم ضبط الوضع المناسب للإرسال كان احمد النعيم يستعين بالأستاذ/ سعيد , مدير مدرسة القلعة وذلك لمعرفته التامة بهذه الأمور وخبرته السابقة باعتبار انه أول من ادخل التلفزيون في حلة القلعة , وبالرغم من الزحمة الشديدة التي كنا نمثلها في داره إلا احمد النعيم لم يكن يتذمر أو يتضجر من وجودنا بل علي العكس كان يرحب بنا ويسعد بوجودنا .

بخيت محمد احمد ( بخيت الحاج ) :

طالما ذكرت تلفزيون احمد النعيم فيجب أن لا يفوتني أن اذكر أن المدير العام للمنتدى , بخيت الحاج , كان هو أول من ادخل إلينا خدمة الفيديو في القرية , ولقد استمتعنا كثيرا بما شاهدناه في تلك الامسيات الجميلة , ولقد ملأ علينا ايضا فراغا كبيرا كنا نعيشه في تلك الليالي , وأكثر ما كان يجذبنا هو المصارعة الحرة , وما عرفنا وحفظنا أسماء المصارعين أمثال اندريا العملاق وهوغن إلا من تلك المشاهد التي رأيناها في فيديو بخيت , فله منا التحية والاحترام .

والله يادراش ما عارفين نقول شنو لكن انا اول ما ادخل المنتدى بشوف كتاباتك حيث انها تبث فينا الروح وتبعث الاشجان
ارجو ألا نعدم روائعك الكتابية اخى دراش

زين بنت أمحمدين :

وهي إحدى زوجات الحاج علي المختار الثلاثة , فبالإضافة إلي الجوار كانت تربطها صداقة قوية ومتينة جدا بحبوبتي حواء , وما ذكرت حواء إلا ذكرت بنت أمحمدين , والعكس , وكانت كثيرا ما تتردد علي دارنا وبشكل يومي , وتجلس هي وحبوبتي في ظل الضحى ويشربن الجبنة وبعدها تبدأ بنت أمحمدين في رمى ( الودع ) أو ضرب ( الربل ) لقراءة الطالع و التكهن بما يحصل في مستقبل الأيام , وكانت بنت أمحمدين امرأة فارسة فيها كثير من صفات الرجولة , اذكر في يوم من الأيام مشيت اشرب من المزيرة فوجدت فيها ثعبان , فرجعت جاريا إلي أمي وحبوبتي وأخبرتهم الخبر , فقالت لي حبوبتي اجري لي بنت أمحمدين وقول ليها تعالي أكتلي الدابى , وفعلا جاءت مسرعة و معها عصاة وبضربة واحدة قضت علي الدابى , وأنا كنت متعجب من هذا الأمر كيف امرأة تستطيع أن تقتل ثعبان , وأيضا كانت بنت أمحمدين شاعرة وملحنة بارعة , وعندما ذهبت حبوبتي حواء إلي الحج الفت ليها بنت أمحمدين قصيدة ولحنتها وعند حضور حبوبتي من الحج ألقت القصيدة أمام الجميع وكانت فاطمة خالتي هي الكورس حقها , وكانت قصيدة جميلة جدا حتى أن حسن خالي ( حسن محمد الإمام ) أعجب بها وسجلها في شريط كاسيت , والى وقت قريب كان الشريط موجود طرف ياسر سليمان علي ما اعتقد , ومطلع القصيدة بيقول :

ماشة لي بلد النبي .. حجة وعودة يا حواء اخيتي .

ولكن من المؤسف أن بنت أمحمدين لم يكن لها ذرية لتحمل اسمها وتخلد ذكراها من بعدها , فسرعان ما اندثرت ذكراها ولم نسمع أحدا يتحدث عنها , وبالرغم من ذلك فإن صورتها ما زالت محفورة في ذاكرتي , فقد كانت امرأة طويلة القامة , بيضاء البشرة , جميلة تقاطيع الوجه , وبالرغم من تقدم السن بها إلا أن مسحة الجمال كانت واضحة في وجهها.

نسأل الله أن يرحم حبوبتي حواء وصديقتها بنت أمحمدين , ونسأله أن يجمعهما علي المحبة في الجنة كما جمعهما عليها في الدنيا, انه قريب مجيب .آمين.

الحاج علي المختار وزوجته بخيتة محمد هاشم :

طالما ذكرنا بنت أمحمدين فمن الواجب علينا ذكر شيئا عن زوجها الحاج علي المختار ( الحاج ود المختار) وزوجته الثانية بخيتة محمد هاشم ( بخيتة بت ود هاشمي ) , فبخيتة بالرغم من قرب دارها من ديارنا إلا أنه لم تكن تربطها صلة صداقة مميزة من دون الجيران مع سكان فريقنا اللهم إلا حسن الجوار , ولكن كانت تربطنا نحن بها علاقة خاصة ويرجع ذلك إلي طبيعة عملها , فقد كانت هي (فراشة) مدرسة المطمر الابتدائية , وكنا نحتك بها بصفة يومية داخل سور المدرسة , و بخيتة بالرغم من طيبتها إلا انه كان فيها شيئا من الغلظة في التعامل , والتهكم في الكلام , وكانت تعمل الطعمية وتبيعها لنا في المدرسة وفي يوم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف , وكانت طعميتها مميزة ورائحتها تجذبك من مكان بعيد .

وقد كانت وفاتها سريعة ومفاجأة , واذكر أنها كانت عائده من سفرها من الخرطوم بالقطار في صيف شديد الحر , وكان قد انتشر وباء السحائي في تلك الأيام , وعلي ما اعتقد أن زحمة القطار مع شدة الحر أصابها داء السحائي , وعند وصولها إلي دارها شعرت بسخونة شديدة وتعب , وبعد فترة استدعي أخوها الأمين احد أصحاب اللواري وتم نقلها إلي مستشفي شندي– علي ما اعتقد – وفي اليوم التالي جاءت محمولة علي نفس اللوري ولكن كانت قد فارقت الحياة . نسأل الله لها الرحمة والمغفرة وان يدخلها فسيح جناته.

أما الحاج علي المختار أو ( الحاج ود المختار) كان رجلا مرحا دائما ضاحكا أو مبتسما , وكان يحب المزاح مع الأطفال والصبيان , وكنا نكن له مودة ومحبه , واذكر انه في كل يوم أحد كنا ننتظر بفارق الصبر عودته من سوق الأحد , فنمشي إلي ( راكوبته ) فنجده احضر لنا التمر في (المخلاية) , ويقول لينا ( اعرضوا ) وكل ما الواحد فينا عرضته كانت عالية كان نصيبه اكبر من التمر , أما الجماعة الما بيعرفوا يعرضوا كان يضحك عليهم ولكن في نهاية الأمر برضه يديهم نصيبهم من التمر .

وكان الحاج ود المختار رجلا مزواجا , فبالإضافة إلي زوجتيه بنت امحمدين وبخيته تزوج الحاج ود المختار بزوجة ثالثة من قري شندي , ولا اذكر اسمها بالضبط , وقد رزق منها بعدد من الأولاد والبنات , وكانوا قد جاورونا فترة من الزمن , ولكن بعد وفاة والدهم رحلوا إلي شندي وانقطعت إخبارهم عنا ولا ندري ماذا صار معهم , ولكن حتي الآن لا اعرف هل الحاج تزوج بالمرأة الثالثة بعد وفاة بنت امحمدين أو في حياتها , ولكن اعتقد انه جمع بين الثلاث زوجات في آن واحد .

وقد كان تعدد الزوجات عند الحاج ود المختار نموذجا مثاليا للتعدد الناجح , فبالرغم من انه لم يكن من الأثرياء وكان يعيش حياة بسيطة وكان كل ما يملكه هو عبارة عن حوش كبير فيه غرفة لبنت امحمدين وكانت تستخدمها كغرفة ومطبخ في آن واحد , وغرفة ضيوف ومطبخ ( راكوبة) لبخيتة و (راكوبة) له هو يستقبل فيها الضيوف , إلا أن الحياة الزوجية بينهم كانت علي أحسن ما يرام , ومع أن دارنا كانت قريبة جدا من دارهم وجاورناهم فترة طويلة من الزمن إلا أننا لم نسمع يوما من الأيام صوت نقاش أو جدال سواءا بين بخيتة وبنت امحمدين أو بين الحاج واحدي زوجاته , وكان ظاهر الحال يوحي بأن الحياة الزوجية والعلاقة بين الضرتين كانت علي خير ما يرام , أما بواطن الأمور فعلمها عند الله .

نسأل الله أن يتغمدهم جميعا بواسع رحمته وان يدخلهم فسيح جنته ,آمين.

تعرف يا دراش كل ما الواحد يقرى ليك حكاية بلقى نفسو ذى الما من البلد او ما بعرف ناسها.... فلك التحية اخى على هذا الكم والزخم الهادر من الفكر النير الذى تختزنه الذاكرة ويعتصره اصبعك ويسطره يراعك وتنقاد الينا هذه الحكاوى فرحة جزلى لتدخل بكل سلاسة ارواحنا فتبث فينا السعادة والحبور..
ولا اسكت الله لك قلما ينطق ابدا .....

شكرا ...الاخ عبد العزيز ..فقد أثرت فينا اشواقا وحنينا لتلكم الايام .....نرجو المواصلة ..

الأخ - العزيز- عبد العزيز - لك التحية وكل عام وأنت بخير ورمضان كريم ، ونحى هذا القلم الذى يثرى رسالة المنتدى ، الذين كتبت عنهم رحمة الله عليهم هم (أسماء فى حياتنا ) عاشوا بيننا وعشنا معهم طفولة وصبا ، الحقيقة تذكرت بت أمحمدين هذه المرأة الفارعة الصبوحة كانت تلقب بالهندية ، ربطتها علاقة ودية مع والدتنا وخالاتنا فى الكتواب ولها زيارات كل فترة لأهلنا ، فيها من الطيبة مايكفى محبوبة من الجميع وهى شاعرة كما ذكرت ومن أشعارها قيل أنها كانت تبحث عن حطب فى الغابة (واقود) ومنعنها بعض النساء من الحطب فحزنت وأنشدت أبيات قالت فيها - جنى النسوان العويش ، قالن لى أمرقى ياولية الواقود مافيش ، زمان الحطب مابفتشولو فتيش ، أخير أمرق أحش لى ريش - تقصد ريش البصل - والذكريات كثيرة - رحمة الله عليهم ولك التحية

السلام عليكم ,,,

الشكر لكل من علق أو أشاد أو حث علي مواصلة الكتابة ....

لم أتوقف عن الكتابة إلا بسبب الحزن والألم الذي أصابني لفقد عزيز علينا ألا وهو عثمان الخير عثمان , عليه رحمة الله ورضوانه , فقد فارقنا فجأة ودون سابق إنذار وهو مازال في متوسط العمر بعد أن خلف في قلوبنا ألما وحزنا , نسأل الله أن يجعل النسيان هو الدواء والترياق , وان يدخله فسيح جناته.

وأكثر ما راعني أن أري بنت عمي أرملة وهي ما زال فيها بقية من الشباب , وان أري بنتيها يتيمتان , ففقد الزوج للمرأة مصيبة ليس بعدها مصيبة لا سيما إذا كانت لا تزال في متوسط العمر , وهي اشد ألما وحسرة من فقد الزوج لزوجته في مثل هذا العمر , فالزوج يستطيع أن ينسي سريعا أو أن يتناسى اللحظات الجميلة التي جمعته بشريكة حياته في السنين السابقة وذلك بالزواج من امرأة أخري ومن ثم فإن الحياة الزوجية الجديدة و مشاغل الحياة كفيلة بشفاء جروحه وآلامه , أما المرأة فتجد نفسها بعد فراق زوجها في مفترق طرق , فهي لا تستطيع الزواج بعد وفاة زوجها كما انه يصعب عليها مواصلة الحياة بلا شريك وتحمل مسئولية تربية اليتامى وما يمثله ذلك من عبء كبير علي كاهلها مما يضيف ألما جديدا وحسرة علي ألمها وحسرتها لفراق حبيبها وزوجها وراعى شئون بيتها .

ورد في بعض السير أن رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد انتهاء غزوة احد قابلته ( حمنة بنت جحش ) وكانت خرجت مع النساء يسقين المجاهدين الماء في الغزو.

فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم : يا حمنة احتسبي .
قال : من يا رسول الله ؟. قال : أخوك عبد الله .
قالت : إنا لله وإنا إليه راجعون , غفر الله له ورحمه , هنيئا له الشهادة .
ثم قال لها مرة ثانية : احتسبي . قالت : من يا رسول الله ؟. قال : خالك حمزة .
قالت : إنا لله وإنا إليه راجعون , غفر الله له ورحمه , هنيئا له الشهادة.
ثم قال لها المرة الثالثة : احتسبي . قالت : من يا رسول الله ؟. قال : مصعب بن عمير . ( وهو زوجها ).
قالت : وا حزناه . وفي رواية قالت : وا عقراه .
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن للزوج من المرأة مكانا ما هو لأحد }.
ثم قال لها : لم قلت هذا ؟. قالت : يا رسول الله ذكرت يتم بنيه فراعني .

فدعا لها رسول الله صلي اله عليه وسلم بخير , فتزوجت طلحة وولدت له محمد , فكان أوصل الناس لولدها.

ونحن لا نملك إلا أن ندعو لعثمان بالرحمة والمغفرة , ونسأل الله أن يخلفه في أهله بخير .

فاطمة حامد النعيمه : ( فاطنة بت حامد )

هي الشقيقة الصغرى لعلي حامد النعيمه ( علي ود حامد ) , ومع انه لم يكن لنا معها احتكاك مباشر أو مصلحة دنيوية , إلا انه لها مكان في ذاكرتي , فقد كانت في سن خالتي طيبة محمد الإمام و صديقة شخصية لها , وكانتا دائما ما (يفزعن ) مع بعض لجلب الحطب ( الواقود ) من غابة منصور ود الشيخ , أو عيدان العشر من وراء مقابر المطمر , وكانت فاطمة بنت حامد مشهورة علي نطاق المنطقة كلها , ويرجع السبب إلي أنها كانت الوسيط الروحي بين أبونا الشيخ / عمر ود بلال وبين طالبي الحاجات , فكان كل من في نفسه حاجة يقول ليها ( فاطمة عليك الله اندهي لي الشيخ عمر انجح في الامتحان , أو اندهي لي الشيخ عمر يشفي فلان من المرض , أو يرجع فلان من السفر ) وغيرها من الطلبات الدنيوية , ويقول ليها في نهاية الحديث لو الحاجة دي تحققت ليك عندي ( (البياض ) , و ( البياض ) هو غالبا ما يكون مبلغ من المال أو هدية عينية ويكون تعبير عن الفرحة بما تحقق من أمنيات , وهو مصطلح متعارف عليه بين شيوخ الطرق الصوفية ومريديهم .

وكانت فاطنة بت حامد كثيرة التردد علي قبر الشيخ عمر وبصفة قد تكاد تكون يومية وفي بعض الأحيان تكون مرتين أو ثلاثة في اليوم الواحد , وذلك من اجل إيصال طلبات أصحاب الحاجات إلي الشيخ عمر , وكانت هناك علاقة وطيدة جدا بينها وبين قبر الشيخ عمر , وحتى الآن أنا لا ادري من أين جاءت هذه العلاقة , فعلي حسب علمي أنها لم تكن من حيرانه أو مريديه كما انه لا توجد صلة قرابة بينها وبين الشيخ عمر , وكانت فاطمة بنت حامد هي ضيف الشرف في أي مناسبة تقام علي قبر الشيخ عمر سواءا كانت شاي وزلابية أو ذبيحة ( عتود ) , وكانت لا تكتمل الجلسة إلا بوجودها ويرجع ذلك إلي حكم العلاقة بينها وبين قبر الشيخ عمر .

وكانت وفاة فاطمة بنت حامد سريعة ومؤلمة وحزينة , فقد توفت وهي في متوسط العمر , وكان سبب الوفاة حادث القطار المشهور , ولكن كانت الميتة بهذه الطريقة متوقعة , فقد كانت فاطمة كثيرا ما تسير علي خط السكة حديد متجاهلة المخاطر الناجمة عن ذلك , إضافة إلي ذلك كان ( سمعها تقيل ) لا تسمع إلا من مسافة قريبة جدا , وفي ذلك اليوم كانت سائرة علي خط السكة حديد كعادتها , وكان اتجاه الهواء معاكس لاتجاه القطار , والظاهر أنها لم تشعر باقتراب القطار إلا في اللحظة الأخيرة , فلذلك لم تتمكن من تفاديه بالرغم من محاولة سائق القطار تجنب وقوع الحادث بقدر الإمكان , ولكن الأيام انتهت و وقع أمر الله وكانت الوفاة , ولشيء يعلمه الله كان مكان الحادث بالقرب من قبر الشيخ عمر , وجاءنا الخبر في الحتانة انه فاطمة بنت حامد ضربها القطر لكن ما ماتت وتم نقلها بواسطة القطر لإسعافها , ولكن بعد فترة من الزمن تبين للجميع أن الوفاة كانت في نفس مكان ووقت الحادث , وتم تسليم جثمانها إلي أخيها علي حامد النعيمة حيث تم دفنها في مقابر المطمر.

نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته وان يدخلها فسيح جنته وان يجمعها مع شيخها الشيخ عمر ود بلال.

لك التحية يا دراش وانت توثق وتربط التاريخ عبر الاجيال.ذكرت فى حكايتك عن فاطمة بنت حامد منصور ود الشيخ حبذا لو كلمتنا عنه وعن حسن ود على من خلال علاقتك بهم.
الشخصيات دى بنسمع بيها ولا نعرف عنها الا القليل.

مشكورة الأخت نادية علي حثك وتشجيعك الدائم علي مواصلة الكتابة , والشخصين اللذين طلبتي مني الكتابة عنهما هم أعلام من أعلام المنطقة ورقمين لا يمكن تجاهلهما , وأنا أصلا كنت ناوي أتحدث بعض الشيء عن عمنا منصور ود الشيخ لما ربطتنا به من علاقة ومصلحة دنيوية , أما حسن محمد علي أو ( حسن جنا ود علي ) فبالرغم من انه علم علي رأسه نار إلا انه للأسف لم تربطنا به مصلحة أو احتكاك مباشر إلا في فترة متأخرة من صبانا وبداية شبابنا عندما افتتح دكانه المشهور ( دكان حسن جنا ودعلي ) , ولكن بالرغم من ذلك أحاول أن اجمع ذكرياتي عسى أن اخرج بموضوع يليق بمقام عمنا حسن محمد علي كتو .

البشير مصطفي حماد : ( البشير ود حماد )

هو من سكان فريق الحُدر في قرية المطمر , وله عدد من الأخوان والأخوات ولعل أبرزهم عدلان ود حماد , وكنا نعرفه علي انه سائق القطار , وأخوه الآخر هو عبد الرحمن ود حماد , وهو والد عثمان صهر عبد المتعال وزوج ابنته بدور , ومع أن اغلب أسرة حماد هاجرت في زمن مبكر واستقرت في الخرطوم إلا أن البشير ود حماد ظل في قرية المطمر إلي أن توفي , وما زالت داره موجودة وبها أبناءه , وكانت معه أختين مستقرتين بالمطمر وكل واحده تقطن في بيت مستقل بجوار داره , الأولي تدعى فاطمة بت حماد وهي الأصغر , ولا اذكر هل هي متزوجة أم لا , و كل ما اذكره أنها عانت من مرض و كان فيما بعد سببا لوفاتها , أما الأخت الثانية اسمها أم الحسن بت حماد , وزوجها اسمه زوفة , وكان ربان بنطون المحمية , ونسبه وقرابته تنتمي إلي الأمين محمد هاشم , وكان يملك ارض زراعية في الجروف والكرو ملاصقة لأرض الأمين ود هاشمي , وفي تلك الفترة جاء رجل من خارج المنطقة وكل ما نعرفه عنه أن اسمه عبد الرحمن واستقر في دار زوفه , و أصبح يعرف في المنطقة ب( عبد الرحمن زوفه ) وفيما بعد علمنا أن زوفه هو عمه اخو أبوه وبعد وفاة زوفه ورث عبد الرحمن الأرض الزراعية عنه وأصبح يزرعها إلي تاريخ اليوم , وأول ما اشتهر به انه فني الكترونيات , وفعلا ذاع صيته في المنطقة علي انه امهر من يصلح الروادى والمسجلات والساعات , وكان منافسا قويا للفني الوحيد الموجود في تلك الفترة وهو ( فضل حسب الكريم ) , ولقد ترددنا كثيرا علي دار زوفة لإصلاح روادينا ومسجلاتنا المتهالكة وفعلا كان بارعا في ذلك , وبعد ما استقر عبد الرحمن في المنطقة تطورت علاقته بأهل الحتانه من علاقة مصلحة وجوار إلي علاقة نسب وذلك بمصاهرته لأحدي اسر الحتانة وهي أسرة محجوب اشيقر وزواجه من ثريا بنت محجوب ليصبح بذلك احد أفراد الحتانة. كما كنت اعرف أن للبشير ود حماد بنت واحدة وتدعي طيبة , وكنت مفتكر أنها هي الابنة الوحيد للبشير ودحماد وكنت اجهل تماما أن لديه ابن يدعي عبد الله , ولم أتعرف علي عبد الله البشير إلا في الأيام الأخيرة من حياة والده والتي كان فيها مريضا على فراش الموت .

ولقد ربطتنا علاقة قوية وذكريات جميلة مع عمنا البشير ود حماد وذلك يرجع إلي انه هو الحلاق الوحيد في المنطقة ( المطمر - الحتانة – الكتواب ) ولم يكن لديه أي منافس في هذه المهنة , وكنا نتردد علي داره بصفة دائمة بعد كل فترة من الزمن , فكلما يكتر شعر رأسي حبوبتي الله يرحمها تقول لي ( امشي للبشير ود حماد يزينك ) , وكنا دائما نأتي إلي بيته في شكل مجموعات , فحتي لو كان العاوز يحلق واحد كنا كلنا نأتي معه لنستمتع بالونسه مع البشير ود حماد والاستماع إلي حكاويه .

وكان البشير ود حماد مما عرفناه رجل كبير السن , وكان هادئ الطبع , يميل إلي خفض الصوت عند الكلام حتى لا تكاد تسمع صوته إلا من مسافة قريبة , وكان صبورا , فبالرغم من أننا كنا نأتي إليه مجموعة ونعبث في داره وأشياءه إلا انه لا يزجرنا ولا ينهانا عن ذلك ويصبر علينا إلي أن نغادر داره , وكان صالون البشير ود حماد عبارة عن متحف , وكنا أول ما ندخل داره نستمتع بالنظر إلي الأشياء الموجودة فيها ابتداءا من الكراسي التي نجلس عليها للحلاقة والتي كانت تشبه تماما كراسي السلاطين ومرورا بالتحف والسراير والمفارش و الصور المعلقة علي الجدران والتي تحكي لك عن قصة رجل خبر دروب الحياة , وكان البشير كثيرا ما يستمتع بسرد حكاويه لنا عن مغامراته وعلاقته بالانجليز , وعلي ما اعتقد كانت له صورة معلقة علي الجدار وهو يلبس زي عسكري ( قميص وردي ) ولولا أن تخونني الذاكرة أقول انه كان احد أفراد الجيش أو الشرطة في تلك الفترة , ولكن الذي لا اعرفه هل البشير امتهن حرفة الحلاقة في آخر عمره أم مارسها في شبابه وأكملها في المطمر , ولكن جودة حلاقته وصبره عليها يوحي إليك بأنه رجل خبير في هذه المهنة .

طالما ذكرت البشير ود حماد فهناك موقف طريف حصل مع أخونا سيف الدين الأمين يجب أن اذكره , كانت في علاقة صداقة قوية بين الرشيد عثمان حامد (عليه رحمة الله) وبشير محمد الأمام وفي فترة صادف وجود الرشيد أو حامد عثمان وجود بشير الإمام في البلد , فواحد منهم ( الرشيد أو حامد ) رسل سيف الدين وقال ليه امشي قول لي بشير تعال اليوم اتغدى معانا , وطبعا سيف الدين ما بيعرف إلا البشير ود حماد باعتبار أن بشير الإمام جياته للبلد قليلة , فطوالي مشي للبشير ود حماد وقال ليه قالوا ليك تجي تتغدي معانا , وفي مواعيد الغداء جاء البشير ود حماد حسب الدعوة , وطبعا الجماعة استغربوا من جيته , وفي نفس الوقت بشير الإمام ما جاء للدعوة , فالجماعة شكوا في الموضوع وسألوا سيف الدين أنت ما مشيت لي بشير الإمام ؟. قال ليهم لا أنا مشيت لي البشير ود حماد , الجماعة قعدوا يضحكوا ورسلوه مرة تانية ينادي بشير الإمام , و طبعا البشير ود حماد حضر الوليمة وتغدي مع الجماعة بدون ما يشعر بي أي حاجة وكان مفتكر أن الأمر طبيعي وانه هو فعلا معزوم مع الجماعة.

نسأل الله أن يتغمد عمنا البشير ود حماد بواسع رحمته , ويفرحه في الجنة كما فرحنا في الدنيا , ويزينه بالحُلل كما زين لنا رؤوسنا .

الكلام جمبل وذكريات حبيبة لانفسنا و تعيش فى دواخلنا ,,,, انها عبق الماضى واجترار الحاضر اتمنى ان اج[b]د وقت واحكى لكم البعض من شقاوتنا عند الصبا ,,,,,,

ارجوا من الاخوة ان لا يذكزوا سبب الموت لاعزائنا ونسأل الله ان يرحمهم جميعا ويسكنهم فسيح جنانه وذلك حتى لا يتأثر اهل الميت وحتى ان البعض لا يعرف سبب الوفاة ,,,

الاخ دراش الان فى ربوع سوداننا الحبيب ونتمى له اقامه سعيدة مع الاهل ووقتا جميلا فى ربوع قريتنا الحبيبة الحتانة وانا قد اوصيته وهو فى المطار ان لايقطع عنا هذا المد التصل و ان لا يحرمنا من جزيل عطائه ومواصلة
سرد ذكرياته متناولا اسماء فى حياتنا وله منا كثير شكر

ومن الحتانة سلاأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأم