التحية ليك يا نادية وأخونا الدحيش وجميع الأعضاء الظاهرين والجماعة البتاوقوا من وراء الكواليس ,,,
نحنا بحكم استقرارنا الدائم في البلد , وطبعا كانت الوسيلة الوحيدة لينا للاتصال بالعالم الخارجي هي القطارة , عشان كده كان لينا معاها غرام ومودة شديدة سواءا القطارات الجاية من الخرطوم أو المغادرة إليها , القطر الجايي من الخرطوم بيجيب لينا أهلنا وأحبابنا الغايبيين عننا وتكون فيها متعة اللقاء وبرضو كمان وصول كثير من الخيرات المحرومين منها في البلد في الفترة ديك ( العيش , الموز , الجوافة ) وطبعا الحاجات دي مع إنها حاجات بسيطة جدا في قيمتها إلا إنها كانت ليها قيمة كبيرة جدا عندنا نحن كأطفال لأنه فعلا ما كنا بنتذوقها إلا في حالة قدوم احد من الخرطوم , وحتي لو كان القادم في القطار من السفر ما من ناس بيك انت ما بتشيل هم لأنه بتضمن انه نصيبك حا يجيك في بيتك , ودي كانت من بعض صفات التكافل والتواصل بين أهلنا والتي ما زالت موجودة بالرغم من سهولة الحركة والتنقل ووصول كثير من الخيرات إلي البلد بصفة دائمة ويومية , وبرضو كانت المتعة الكبيرة لما يكون في زول قاعد في البلد من الناس البيقروا الجرايد ويرسلك يقول ليك امشي بوستة القطر واشتري لي جريدة , والمتعة كلها تكمن في ركوبك سلم القطر واستلام الجرائد من البائع , وفي الفترة ديك كان في جريدتين بس,الصحافة والأيام وفي جريدة رياضية اسمها نجوم وكواكب , ومن بعض المواقف الطريفة الحصلت لي أخونا خالد عبد المتعال انه في واحد رسلو يشتري ليه جريدة الصحافة والأيام الاثنين مع بعض , فلما ركب في السلم أتذكر اسم جريدة الصحافة لكن نسي اسم الأيام , قام قال للبوستجي أديني جريدة الصحافة والسجانة .
أما القطارات المغادرة من سندة المطمر كانت لينا معاها حكايات كتيرة , واهما المشاكل الكانت بتحصل بين المودعين وركاب القطر القادمين من المحطات التانية , وبالرغم من إننا كنا ما بنشارك في المشاكل لكن كنا حاضرين ومتحمسين جدا للحاجات البتحصل , وناس المشاكل كانوا معروفين وعلي رأسهم سراج ودقلاش , ودائما شايلين العكاكيز واقفين منتظرين القطر , لدرجة انه سندة المطمر أصبحت معروفة من دون كل السندات والمحطات التانية بكثرة المشاكل البتحصل فيها , وكانت تسمي بسندة المشاكل , والكلام دا طبعا كان ليه مردود سيء علي المسافرين بصفة عامة , لأنه كل الركاب بقوا يقفلوا الأبواب بمجرد ما القطر يصل السندة , عشان كدة المسافر ما يلقي أي باب يركب منو لغايت القطر ما يتحرك ويضطر ينتظر ليه يوم او يومين عشان يلقي قطر تاني يسافر فيه , والغريب في الأمر انه المشاكل دي اقتصرت علي ناس الحتانة بس , يعني ما شفنا أي واحد من ناس المطمر أو الكتواب شايل ليه عصاية او سوط وهو منتظر القطر .
الذكريات كتيرة وتحتاج لي كتاب عشان الواحد يسرد فيه كل المواقف والطرائف الشاهدا والسمعها من الناس , وانا حا اذكر موقف حصل لي داخل القطر وهو من أصل ثلاثة مواقف كنت حا افقد فيها روحي لولا إرادة الله وانه العمر لسه فيه بقية .
كنا جايين أنا وعاطف عبد المتعال من الخرطوم في رمضان عن طريق القطر , وكان الجو صيف والحر شديد , لكن بالرغم من دا كنا صايمين لأننا كنا في بداية العمر وغارينا الشباب , والأمور كانت ماشة تمام التمام إلي أن وصلنا المنطقة بين سندة قدو ومحطة جبل أم علي , وكنا واقفين علي عتبة السلم والباب مفتوح قلنا عشان نكون مستعدين للنزول مع انه المسافة بعيدة , وأنا كنت مطلع رأسي لي بره شوية وما انتبهت انه في غصن شوك , وفجأة شعرت بالغصن ضربني في جبهتي , وبالرغم من انه الضربة كانت صغيرة وما نزفت كمية كبيرة من الدم , لكن عشان الصيام والعروق كانت جافة فقدت الوعي ودخلت في غيبوبة ولما فقت من الدوخة ما عرفت أنا وين ولما فتحت عيوني لقيت مجوعة من الناس متلمة حولي وواحد أداني كباية فيها موية وقال لي اشرب وفعلا شربت ونسيت إني أنا صايم وحتي اللحظة دي أنا ما عرفت نفسي أنا وين , بعد شوية بديت اجمع ذاكرتي وعرفت إني أنا في القطر , وبعد داك كل الجماعة بقوا يقولوا لي حمد لله علي السلامة , ولما سألت عاطف عن الحصل قال لي أنت دخت وكنت حا تقع من القطر للوا انه في اتنين من الشباب ديل ساعدوني ومسكناك وجريناك لي جوه هس كنت تكون في عداد الموتي . الحمد لله انه ربنا مد في أيامنا وعشنا إلي تاريخ اليوم.
أما الموقفين التانيات الاتعرضت فيهن للموت ما كانت في القطر وإنشاء الله لما تجي مناسبة حا اذكرهن.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
موضوع: ذكريات السفر بالقطر 
الإثنين أغسطس 03, 2009 2:29 pm
[/url][/img][img]]
[/url][/img][img]jpg.html]
[/url][/img][img]
