ذكرياتي مع المسلماب..و دُكان حسن ود اللمين ..

عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 22/04/2009

رحمة الله الواسعة تغشى عمنا حسن أحمد الأمين..كما تغشى كل من رحل من أهلنا المسلماب..
حسن والذي عرفناه بـ "حسن ود اللّمين"..صاحب ذلك الدكان العتيق الذي يتوسط حلة الحتانة وقتها..
لا زلت أتذكره بهيئته رفيعاً فارع الطول ..بلونه الفاتح..وتقاسيم وجهه التي تحكي كثير من التاريخ..
كان تاجراً ناجحاً بحسب تقديرات ومقاييس التجارة في المنطقة وفي ذلك الزمان ..
فمحتويات دكانه كانت كافية تماماً للإحتياجات اليومية الأساسية..
عمنا حسن مع دكانه العامر رغم بساطته..كان جزاراً ماهراً..
يذبح مرة أو مرتين في الأسبوع تقريباً..اوعلى حسب ما تقتضيه ضرورة الإستهلاك ..
وضرورة وضع الحلة..والمسح الذي يجريه بنظرته وخبرته على زبائنه المتوقعين..
فمثلاً عندما يكون هناك مسافرون جاءوا للحتانة إجازة..فهذا يعني أن هناك سوق يضمن شراء ما يبيعه من لحم..فوجب الضبيحة..
عمنا حسن كان ماهراً ايضاً في كيفية الحصول على ما يذبحه من بهائم..فهو ضليع وخبير في معرفة الماعز والضان..وحتى البقر أيضاً
فتاريخه الطويل في هذا المجال جعله تاجر يعرف من أين وكيف يشتري بهائمه.
فتاريخه مع مهنة الجزارة تحفظه ذاكرة منطقة المحمية عامة وأم علي وما جاورهما..فقد كان جزاراً أساسياً ضمن جزاري "سوق الأحد" مع زملاء له في المهنة..
كما شارك جزاراً ومع آخرين في أسواق المنطقة الأخرى..
ذكرياتي مع حسن ود اللمين..بدأت منذ نشأتنا ..فقد كان يمثل دكانه أقرب دكان للكتواب في تلك الفترة..
لذلك له مكانة خاصة في ذاكرتي..فأول ما عرفت شراء "الحلاوة" عرفتها من دكانه العتيق هذا..
كما أن أهلنا كانوا يرسلوننا لدكانه..لنقضي لهم ما يحتاجونه..
فمنذ الصباح الباكر تسمع صوت جزارته ..وصوت الجزارة الذي أقصده .. هو ما يسمونه بـ"الضرِب"..
فبعد ذبح البهيمة ونفخها لتهيئتها لسلخ الجلد (كما هو معروف)..هنا وأثناء ما البهيمة منفوخة..يمسك
الجزار بعصاة خفيفة "أو مطرق" فيضرب بها عدة ضربات..كإعلان ونداء للجميع بأن هناك جزارة..!!
فهذا الصوت يمتد مداه حتى نسمعه نحن في الكتواب..فيقولون "حسن ضَرَب"..فتكون الإشارة قد وصلت..
فمن أراد شراء اللحم فعليه بالذهاب..أما نحن الصغار فقد كان صوت الضرب معناه ان هناك مشوار او"مرسال" للحتانة..!!
لا زلت أتذكر منظر الجِزارة حول "طربيظة" عمنا حسن ود اللمين..
فعلى مقربة منه يتجمع بعض أعمامنا المسلماب..(رحمة الله الواسعة على من رحل منهم..والتحايا لمن بقى منهم)..
يتجمعون ليتجاذبون أطراف الحديث والونسة في جلسة صباحية جميلة..يتفاكرون فيها عن أحوالهم وأحوال الحلة..
والجزيرة واحوال حياتهم اليومية.
بينما حول "الطربيظة" يتجمع من يريد أن يشتري..رجال ونساء..
لحماً كان أو "كمونية" والتي تقسّم على أكوام متساوية..وغالباً ما يساعده في تقسيمها شخص آخر..فتباع بـ"الكوم"..
أما هو فيتفرغ لتقسيم اللحم وتفريعه ووزنه..ويعرف جيداً بخبرة الجزار كيف يقطع وكيف يكسِّر..
وبخبرة التاجر يعرف من اين يقطع للذي يريد ان يشتري كيلو كامل أو أكثر..ومن اين يقطع للذي يطلب ربع كيلو..
حقيقة كان المشهد بديعاً ..بديعاً في تفاصيله البسيطة ..
أضف إلى ذلك حوارات عمنا حسن العادية مع الزبون..
- حسن عليك الله أديني ربع كيلو..
فيرد :
- ربع كيلو بس؟؟ طيب خلاص شيل ليك معاهو كومين كمونية..الربع بيعمليك شنو..
- حسن بالله الضُلع ديل ما تديني ليهم ..
فيرد:
- هو في اسمح من الضُلع؟ أها زيدناهم ليك من الكلاوي..أها ..تاني عندك كلام؟
وهكذا ..
فعندما تشتري منه لحماً ولا تعطيه..فلا يسألك عن القروش..لأنك معروف ومضمون لديه..
فقطعاً سيلتقيك لاحقاً ويذكرك بأنك إشتريت منه كذا..
وبعض الاحيان قد يرسل لك اللحم وانت في بيتك..ثم لاحقاً يسألك من حقه..

نعم إنه تاجر في تفكيره وفي حديثه..وهذا في ظني كفاءة ونجاح في المهنة..
رغم بساطة التجارة نفسها في ذلك الزمان..وبساطة الناس وهم أهل واسرة واحدة..

لا زلت أذكر برندة دكانه المميزة..بذلك "السِعن" الكبير المتدلي في وسطها..
ماء بارد سبيل لكل من يمر من عندها..
أذكر كم كنا - ونحن صغار- نوقظه من نومه عز النهار..لنسأله إن كان عنده في دكانه صندوقاً فارغاً لنلعب به..
فيرد بكل اريحية - "تعالوا وكت تاني" ..ثم يواصل نومه..
- ولا أدري ماذا كنا نفعل بتلك الصناديق التي تقطع عليه نومة القيلولة..!!!!

ألف رحمة ونور على روح عمنا حسن ود اللمين ..
وألف تحية لخالتنا فاطنة بت الحاج..ربنا يديها الصحة والعافية..
وألف تحية لأبنائه وبناته وأحفاده..
وأخص بالتحية أستاذتي العزيزة وإبنته طيبة حسن..
التي مع كونها استاذة ومربية بالمدرسة..ما زالت تحافظ على مهنة والدها
ببقاء دكانه ليقضوا الناس منه إحتياجاتهم..
وليظل معلماً من معالم الحتانة..حافلة سيرته بكثير من الحكاوي والذكريات..!!

ولكم من التحايا أجملها..

الله يحفظك كما حفظت لنا هذا المقطع من طفولتنا بل تراثنا وفى قسم الصور ستجد صورة لبعض تلك المعالم رحم

الله حسن أحمد الأمين وجميع أمواتنا ( آمين )

والله ياإخوان لو قالو لى رشح أجمل موضوع قريتو فى المنتدى بقول كتيرة المواضيع الجميلة لكن ده الأجمل على الإطلاق صدق عبارة مع براعة تصوير جزاكم الله خير أولاد ماجد

عدد المساهمات : 95 تاريخ التسجيل : 20/04/2009

نعم الذكريات صادقة ، وجميلة مع ذلك العم حسن احمد (ودالأمين) التاجر الأمين حينما كانت التجارة - تعنى التراضى - والهوادة - يعنى الزيادة فى البيع حتى يرضى العميل يومها كانت لاتوجد فواتير وسندات قبض - وشهود لأن الوفاء وثيقة التداول البائع كريما والمشترى خجول - حلت البركة بينهم وكان طعم الحياة الجميل فى دكان العم حسن . تلك الدار كانت واحة ومنتدى وجزارة وتجارة يحل بها ابن السبيل وفى المساء يجتمع أعلام الحتانة فهو المصلى وهو مقرالأخبار حيث نسمع صوت الراديو -هنا لندن -صوت العرب من القاهرة - فى الليالى المقمرة الهادئة .كان الجميع لهم الحس الثقافى الثاقب فهم يتتبعون أخبار العدو الصهيونى - وماذا فعلت قولدمايير فى مرتفعات الجولان . وحرب عبد الناصر والنكسة - الحوار يدور بأن النميرى سوف يعتقل الصادق
المهدى لأن الأخير توعد بإنقلاب . دكان حسن محطة عريقة فى قرية الحتانة .كان له برنامج رحلات منتظمة الى عشيرته فى قرية جبل أم على وهويمتطى ذلك (الحمار الملجم ذو السلاسل الرنانة)وهويشق طريقه مرورا بقرية الكتواب يلقى السلام على مر عليه (عم حسن سلام عليكم) على وين ؟والله واصل الجبل كان يحب ان يركب أحد أبناءه من الصغار خلفه ، مازال يسلم فى الطرقات حتى يتوارى خلف جبل (الأحو ).اللهم أغفر له وأرحمه وعافيه واعف عنه وأكرم نزله وأغسله من الخطايا كما يغسل الثوب البيض من الدنس وأنزله مع الأبرار آمين.
التحيه لأبناه الكرام وأختنا العزيزة الأستاذة ومعلمة الأجيال طيبة حسن وذكريات الحتانة كمنتداها ،،،

سلااااااااااااااااااااام
ترحييييييييييييب بكل الاعضاء الجدد والقدامه **اهلا وسهلا بالجميع
لكم التحييه عبد المنعم والزبير *
لقد ادمعت عيني وانا اقراء كلماتكم عن الزمن الجميل وعن شخصيات لن تبارح القلوب وعمنا وخالنا ووالدنا حسن ود الامين الشخصيه المرحه والله والله ليس امامي غير البكاء والرجوع بالذاكره والعوده للزمن الجميل واقول
كل ما تجور عليك ايام ..خلي الذكري ليك مرجع..ارجع للقديم الفات واتذكر مكان ترضع..واعصر الالم جواك واصلك منو ماترجع وااااااه واااااه يازمن ورحم الله الاسلاف

سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام لاهلنا فى كل مكان :
والله الموضوع مثير للشجون ويجعل العبرة تقف فى الحلوق ولقد أرجعتمونا لإيام خالدات فى
الدواخل ولا تنسى ابداً ابداً .. فلكم منا كل التحايا والود أخوانا أبناء عبد الماجد ودمتم .

والله يا أولاد عبدالماجد ماقصرتوا أبداً ، ومابقدر أزيد فى الكلام القالوه أخوانى ناجى وسراج وعبده .. لكن عاوز أضيف معلومة بسيطة لمقال أخونا عبدالعزيز، ألا وهى أن خالنا حسن(رحمة الله عليه) كان يمتاز بالذكاء.. وكان قبل ما(يضبح) وعشان يضمن بيع بهيمته قبل ما يضبحها ، كان بجيب اللبدة بتاعت الحمار بتاعه بختها فى الواطة وبالعصاية ضرب شديدعشان الناس يقولوا حسن ضبح ، والناس تبدأ تتجمع من الحتانة والكتواب والقليعة ، ولمن يشوف أنه العدد بقى مناسب يبدأ يسأل فى الناس العليهم الرك(مركز الثقل): إنت عاوز كم؟ وإنت عاوز كم ؟ يعنى يبيع البهيمة ما تفضل منها حاجة قبل الضبح..وبعد داك يقبل على البهيمة يضبحها....
وهذا ذكاء يحسب له... نسأل الله أن يغفر له ويرحمه ولأمواتنا أجمعين...ويرحمنا جميعاً إذا صرنا إلى ماصاروا له...(آمين)..

والله ياخال دى معلومة جديده لنج ماعارف دى عاده لما البلد عمرت ونحنا كبرنا خلاها والله شنو غايتو بينى وبينك فرق العمر يمكن تكونو شفتو حاجات كتيرة نحنا ماشفناها كدى أسأل عمى بهنس

عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 12/05/2009

بسم الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
وبعد ،،،، الابن الفاضل عبد العزيز لقد كان موضوعك عبارة عن لوحة جميلة تكاملت الوانها واعطت كل ابعادها فالموضوع الذي ذكرته فهو لمن عايشوه، فانه يذكرهم بايام وخلق ومثل ليتها تتكرر واما لمن لم يعايشها فهي صورة من الماضي الجميل سوف يتمنى لو كان ممن عايشوها .
واكثر كلمة اعطت للوحة مصداقيتها كلمة (طربيظة)وصدقني لو كتبت ايا من مرادفاتها لاختلت الصورة

و رحم الله عمنا حسن ود الامين وربنا يطرح البركة في ذريته

يشرفني ان يكون اول مشركة لي هي التعليق على هذا الموضوع
عبد العظيم محمد عبد السلام (ابو السينات)

الاخ عبد العزيز عبد الماجد لك التحية ولكل أهلنا وحبايبنا الكتواب لك التحية فعلا انك جسدت لوحة فنية متكاملة لها فلسفتها وبعدها التاريخي والاقتصادي والاجتماعي لك التحية حين رجعتنا وصورت لنا بل وثقت لنا تلك الحقبة بالرغم انك أ أ صغر مننا عمرا بكتير بس قدرت تصور لنا هذه الفترة التي عشناها بكامل روعتها كما احي اخي الصادق انا وبقرأ في هذا الموضوع جات في ذاكرتي ماذكره الصادق من ذكاء العم الراحل حسن ود اللمين حين كان يخبط علي اللبدة لضمان الزبون وعدم كسادها لان ليس لدينا ثلاجات في تلك الحقبة ,,,,, تحياتي واترحم علي العم حسن ود اللمين نسأل الله له الرحمة والتحية لكل من ذكرته في موضوعك lol!

» معالم في البلد
» حسن ود اللمين شخصية خلدها تاريخ الحتانة