قرية الحتانة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


من الحتانه سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد العزيز عبد الماجد




عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 22/04/2009

وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي Empty
مُساهمةموضوع: وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي   وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي I_icon_minitimeالجمعة أبريل 24, 2009 9:54 am

[right]الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات في منتدى الحتانة
سأنقل لكم هنا موضوعاً كنت قد كتبته ونشرته بملتقى التشكيليين السودانيين (متوقف حالياً)
وهو عبارة عن محاولة لإستعراض قصيدة مُسدار جزيرة عِبدِلّة للشاعر محمد ود بادي العكودابي
الذي ذاع صيته في الثمانينات..ولأن القصيدة قِيلت في وصف بيئة ليست بعيدة من بيئتنا
حيث جزيرة عبِدِلة تقع جغرافياً جنوب غرب شندي ، ولأن ما جاء في القصيدة من كلمات كثير منها
نستخدمه او يستخدمه اهلنا في حياتهم اليومية، وعليه يمكن أن نحسب هذا الموضوع لا يبعد
عن فكرة قسم (مرقنبو قرنبو).لأن القصيدة قيلت كُتبت باللغة الدارجية.وفي البال فرصة لأن نسترجع معاً
حياة أهلنا وتراثهم ، فالقصيدة بشكل عام تحكي مشاهد من حياة أهلنا الجعليين..

ولا أطيل عليكم ..وقبل نقل ما كتبته.. يمكنكم مطالعة تسجيل قديم للشاعر د. محمد بادي
وهو من منطقة جنوب غرب شندي، تسجيل قديم له بتلفزيون السودان منشور على موقع اليوتيوب
المعروف بنشر مقاطع الفيديو..وهي فرصة أولاً لسماع القصيدة من صاحبها ..وطريقة نطقه لبعض الكلمات..
وبعدها سانقل القصيدة مكتوبة..ثم نستعرض معاً ما جاء فيها من كلمات ومحاولة لإنعاش ذاكرتنا..
ونتذكر بيئة اهل المناطق الواقعة على النيل..





أضغط هنا لمشاهدة وسماع التسجيل

وحتى أعود للموضوع..

لكم مني التحايا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد العزيز عبد الماجد




عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 22/04/2009

وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي   وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي I_icon_minitimeالإثنين يونيو 01, 2009 11:48 pm

سلام على الجميع..
وبعد التحية..
ها أنا أعود بعد غيبة الى هذا البوست الذي سأخصصه لتناول هذه القصيدة..
رغم أن مهمة تناول الشعر لتبيان ما يعنيه أو ما يقصده الشاعر..مهمة ليست ساهلة..وتحتاج لـ "عِدة شُغُل" ..
خاصة إن كان شاعراً في قامة محمد ود بادي وإستخدامه لمفردة موغلة في مشاهد البادية..بطريقة تحتمل معاني متعددة..!!!
كما ان قاموس اللغة العامية في السودان حافل بالكلمات المتشابهة ..والمتغيّر معناها حتى من خلال طريقة النطق..
كما أن بعض الاحيان السياق الذي وردت فيه هو الذي يحكم معناها..
وعليه..فلنقُل هي محاولة..عشمي ان أصيب فيها..
كما أثق في أعضاء المنتدى هذا ومنهم -بلا شك-من هم أعلم مني بهذه السيرة..
إذن هي محاولة..
ولتكن من باب (ونِحنَا كمان طارِين الحِلََة) على حد قول ود بادي نفسه..

------------------
تقول قصيدة ود بادي- كتابةً-:

أنا أخو البِتْ اللَكعَت قَرن الخُمرة النازَّة
علي وِِردان الصبوة الراكزة
الجِنيات الهازَّة ..صُدورُهُن لازَّة
و رقّ النُص زي خيت الشَلَّة
بالحيل آ جني هي والله

الجِنيات الحَزَمو الجِبَّة
وعرَق الشتوي عليهم نايَا و صبَّ
قول ما دِلَ .. رُجالاً حصدوا الحَبَّة
عيشهُن هادو إنكال واتعبَّ
ومِنُّو كتير في الواطا انكبَّ
وباقِي مَصوبر واقِف قُبة
الحَمُد آلاف .. الشُكُر آلاف
العيش الرقَد أصناف ..أصناف
الولد الكال..عزَّام ..حلاَّف...ضيَّاف
الرِزِق الجانا مَدَلَة.. الحَلِق الجاف اِتبلَّة
بالحيل آ جني هي والله

الوادي الجَانا مَترقَّن
مدَّ جِناحو الطايِل شَرقاً وغرباً
القِبلِي بُروقُو علي القلعات إتضربَّن
الدُكُن البِعدَن قِربَن
فوق صَنقور المَحَلَة الطالت كَبَّن
قُول للمَحَلَة بِيوتِك خِربَن
قُول ما دِلَة.. الحَلِق الجَاف إِتبلَّ
بالحيل آ جني إيه والله

مُرحَاتنا شرابهِِن يوت ما غبَّن
شبعانات في الشِقِل أب شوك..ما شبَّن
الحُمَّل وِلدَن ..وربَّن
حلماتِن تِقلََن.. جَرَّن..
فوق سيقانن كبَّن
اللبن العاتِم في ضِرعاتِن جبَّن
المَغسَة إن كان ضِرعاتِن خِربن..
القَرعَة آ وِليد .. السِعِن آ بنيَّة
القِربَة كمان... كُبُوها الميَة
المَغسة إن كان ضِرعاتِن خِربَن..
شُوفوا النِعمة السالت فوق قيزان الرملة
ناس البندر لبن الشاي بالعُملة؟

سَمِح الخَمَج الفوق أسيادُو
سَمِح العِز المِن أجدادُو
الجِنيَات المَشُو ما عَادُو
كان بالرِِد دَا أكّانوا اتنادُو
غرَّب حامِد وشرَّق بَلَّة
كانُوا بِحلبُو الضَرِع الدَلَّة
كانُوا بِحضروا الخير القََدحُو مَعَلاّ
الجِنيَات ما كفرت بي نِعِمة الله !!
بالحيل آ جني إي والله

ذات في يوم والغيمة تَهتّف مَطراً نَقَّع
فوق نُوَّار الطَلِح الفقَّّع
رِيحة البَرَم إن جاتك ..
عِطراً فايت خُمَر الفوق أردافَا مَجَدَّع
شُفنا الوادي يقشقِش في دمعَات الليل
والتِعِل الشايِل بدا يتفقَّع
تَلَّب حامد فوق مخلُوفة أب زُور واِتربَّع
طلَق الرَسَن أب زَمة وسوَّا خَبِيباً بدّع
هـوّد في رُقَّّاب الصَيْ
لاقوه تلاتة زِبيديَّة
خالفِين سيقانُن فوق السِنكِيت
ورُقَاب أَلبِل بيناتُن مَرخيّة
مَحجُوبات بالخرَز الفَصلُو السومِيت
كُل واحد درَقة وسيف وطبنجية
وباقي جُرابُن مليَّان دلميت
الجِنيَّات اِتقَبلُو وضاقُوا الحارَة وضاقُوا المُرة
وكان حجَّازُن صقر الجَو
حامد كان عارفين ..ضاقوه رُجال قبَّالكُن
شُوفوا أرزاقكُن أخير من ضَو
حامد عوَج الطُندُب آ وليدات
عوَج الطُندُب نار القصَب الهَبلَت ما بِتعدلو
شُوفُوا شُلُوخو مَطارِق رقدَن
وكل تلاتة يمين سيَّاف إِتقبَلو
حامد راضِع مُخ التُرُك البَزْبَز من ضرب أهلُو
نِهار الركزوا تمام وإتعَدلُوا
حَبوب القارِح ... ما دِلَة
ولداً ما ختَّالِن زَلة
شِنْ قولك فيهو عليك الله ؟
بالحيل آ جني هي والله

وينا مَراتع الدَرَت الباسِط دايماً ببكي عليهِن
وين بنوت الحِلة البُكّر عصراً بَدري يسوَّن في شاهِيهِن
بعد الليل ما يهوِّد ونحنا نهوِّد..
عاد أُماتِن ينادن ليهِن
نمشي على القيزان نِتقادَم..
أقيس الختوة مع التاتاي ومَشيهِن
والله البُعد الحاصِل ما نَسَّاني
وحاتكُن في قَمراتنا بشُوفو وشِيهِن
الا النَضِم أب غُنة اللهَج السُكر وين بَلقاهُو
بنات الرِيل ..الدوب ليهِن
الخوف آ ناس كان يبقى الشوق الحاصل بينا مِعَشعِش فيهِن
مُقنَع سابِل وين بَلقاهو؟
وطرفاً ذابِل وين بلقاهو ؟
وعين بِتدَنقِر من واليهِن
الوَجنات الشَعّن بقَّّـن
ود العين النايِم زَرقَّن
مُو زايغ ..رَسيَان ومَيقَّّن
زولهِن كان خَدران ومَحَقَّّن ؟
من الشوفة عِرُوقو يطُقَّّن
كان الدنيا بِصَح تِتخلىَّ ؟
كُنا بَركنَا مَعاهِن فوق رَملاة الحِلة
إلا كمان بِنشُوفا مَذلَّة
الجِنيات الغابَت..جابت
إنتَ الجيب بس قايلُو قميص افرنجي وكرتونات كَرمِلَّة؟؟
لالا ..وحاتَك حاشَا وكلاَّ
ديل يوم عادُوا إتلافوا الجاهِل بي حُقوق الله
ديل كم لِحقُوا البِشهَق ضايِق وداوُوا العِلَّة
الولد الجايب حقايب سفرو تُقََال
تُقال من جِنِسِ كتاب ومجلة
الحِكمة النَضِم إيَّاهُو الكان
الحِكمة الولد إتوضا وصلّى
عادة البلد الدَخلت فِيهُن سكنَت
سَكنَت ..مَا بـتِتخلاّ
نِحنا كمان طارين الحِلة
ودُرنا الطَلَّة
نشِيلا معاهم فرحة ومِيتَة
حَلاة الموت كان في عِبدِلة
حلاااة الموت كان في عِبدِلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد العزيز عبد الماجد




عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 22/04/2009

وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي   وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 02, 2009 12:04 am

أنا أخُو البِت اللَكعَت قرن الخُمرة النازَّة
على وِردَان الصَبوة الراكزة
الجِنيَات الهازَّة .. سِدُورُن لازَّة
ورقّ النُص زي خيت الشَلَّة
بالحـيل آ جِني إي والله ..


يبدأ بعبارة متعارف عليها في أدب البادية والدوبيت ..أنا "أخو" فلانة ..
انا أخو البت اللكعت قرن الخُمرة النازَّة
وهو الإشارة الى الأنثى أختاً كانت او بنت عم او محبوبة (عند شعراء آخرين)وغالباً دون ذكر الإسم..
إشارة الى كونه "أخوها"..وبالتالي هذه المكانة التي وضعها لنفسه تحتِّم عليه أسس..لا بد له أن يكون قدرها..
بحسب ثقافة ذلك المجتمع..وهي ايضاً بمثابة إشارة لتعريف الآخر به..وهي عبارة من باب الفخر..
قال انا اخو تلك البنت التي "لكعت" اي تمسحت..وإتلكّع الزول بالطين اي تمسّح بالطين عشوائياً..
تلك البنت التي تمسحت بقرن الخُمرة ..ذلك العطر المعروف في أدوات تجميل المرأة السودانية..وله فعله المعلوم في أنف الرجال..
الخُمرة النازة..النَز هو التدفق ببطء..او قل التشرُب..والتسرُب من بين المسام..وحين يسيل الدهن الممسوح على الجسم بعد تعرضه للشمس
مثلاً..يقال:نزَّ الدهن..او (الارض نزّت) اي شربت عبر المسام بطيئاً..وفي الأغاني الشعبية مثال كما تقول أغنية لعبد الله البعيو (يا بحر الاتبراوي الساقي الرُجال بالنَز)..

الخمرة النازة فوق وردان الصبوة الراكزة
وردان..جمع وريد..الصبوة ..من الصبيّنة /الصبيان..الشباب ..الراكزة: ركز أن وقف ثابتاً للبُطان
(وهو الطقس المعروف أن يقوم الرجل بالوقوف أثناء الإحتفال..يقف ونصفه الأعلى عاري..ليتم جلده بالسوط..
وفي ذلك إشارة إلى الحضور وبالذات النساء أنه شجاع يتحمّل
الضرب القاسي دون أن ترمش له عين..وهي عادة لا زالت تمارس..ولها طقوسها وقوانينها..)..
الجنيات الهازة ..سِدورُن لازَّة
الجِنْيَات: المفرد جنىَ..والجنى في أكثرالأحيان إشارة للصبي تحديداً..الهازة: الذين يهزّوا مبشِّرين..والهز "وحسب بيئة ود بادي..جنوب غرب شندي"..
يكون بالعصا ..ان ترفع عصاك ملوِّحاً ..عبر عبارة "أبشِر بالخير"..كما هو معروف..في الافراح..
سُدورُن لازّة ..أي صدورهم مدفوعة الى الأمام..وهنا للمشهد دلالته الجميلة الواضحة ..
(لاحظ للنون بدل الميم ..صدورهُن..او صدورُن بدل صدورهم..وهذا ما نلاحظه في لغة أهل وسط السودان الدارجة..).

و رَقَّ النُصْ زي خيت الشَلََة..
هذا الصبي وفي وقفته للبُطان وهو يمد صدره إلى الأمام ..بينما نصفه او وسطه "رقيّق" رفيع..وعبارة "رِقِّيق" هنا هي إشارة شكر..
كما أعتقد ..والصبي الرِقيَّق في بعض الأحيان محبّذ أكثر من الغليد البوص -كما في أغنية مناحة إبن المك نمر التي يغنيها الكابلي-
غير أن الحاسم في الموضوع هو من يحدثه قلبه على الثبات والشجاعة..

قال نصفه رقيقاٌ كخيط الشَلَة..والشَلَة هي لفة الخيط ..

بالحيل آ جِني هي والله
بالحيل إشارة تأكيد..نعم على كل الذي قلته وسأقوله في وصفي هذا ..نعم اي والله ..

ولا أغفل هنا الإشارة الى أن محمد ود بادي ..رغم أنه جغرافياً من منطقة يمكن حسابها لقبيلة الجعليين -والمقام هنا مقام لسان ولهجة - ولكنه شايقي
لذلك نجد بعض الكلمات عنده قد أخذت شكل خاصاً..وفي ظني هذا ما ميّز تجربة ود بادي..الإبداعية ..
--------------------
الجِنيَّات الحزمُوا الجِبة
وعرق الشِتوي عليهم نايا و صبَّ
قول ما دِلَّة .. رُجالاً حصدوا الحبة
عيشهُن هادو انكال واتعبّ
ومنو كتير في الواطا انكبّ
وباقي مَصوبَر واقف قَبة
الحَمُد آلاف .. الشُكُر آلاف
العيش الرقد أصناف ..أصناف
الولد الكَال.. عزَّام .. حلاَّف...ضيَّاف
الرِزق الجَانا مدلَّة.. الحلِق الجاف إتبلَّة
بالحيل آ جني إي والله ..

يستمر في تصوير مشهد الصبيان الذين يفتخر بهم..وكيف انهم حزموا ما يلبسونه..والمشهد هنا حسب ظني مشهد عمل في الزراعة..
فيحزمون ما يلبسونه حتى تسهل عليهم الحركة وتشميراً للسواعد..
وهاهو عرق الشِتوي يتصبب من جباههم ومن على ظهورهم وأصبح اثره في مالابسهم..والشِتوي فترة معروفة عند أهل الزراعة هناك..حيث يكون المزروع في عز نمؤه..
وإن جاء الشتوي على الزراعة ففي ذلك كثير من ضمانات النجاح..
قول ما دلة ..وهذا قول أقوله فيهم وليس إدعاء..
هؤلاء الذين حصدوا حبة العيش..مؤونة معيشتهم..فلمن يكون المدح إن لم يكن لمن زرع وحصد؟؟

عيشهن هادوا وإنكال وإتعبا
حصدوا عيش ذراهم..نظفوهوا..ثم كالوه ..فعبّوه في جوالات الخيش المعروفة..
حيث كل جوال يسع ما مقداره 15 رُبُع..او سبعة كيلات ونصف ..بحسب المقياس المعروف عند اهل الذرة..
ثم طمروه في باطن الارض..مخزّناً ..ولا زال باقيه مصوبر..مردوم او مقنطر قناطر ..تذكرك بقباب الأولياء الصالحين..
فالحمد لله على هذا الخير..الوفير بكل أصنافه..
وكل منهم يكيل للناس ويهدي..ويناديهم عازماً ..ويحلف عليهم ..وهو بطبعه مضيافاً..
في ظني أن هذه الجزئية من قول ود بادي إشارة موفقة منه الى المزراع حين يحصد زرعه..فتراه موزعاً خيره على المحتاج ..
كيف لا وفي الزراعة رزق وقبله أجر..وفي مجتمع اهل الزراعة -وخاصة المطرية-تكافل يقوم على السجية وبطبيعتهم الترابطية..
لقناعتهم ان ذلك كله هدية من الله أن أنزل ذلك الخير المتدلي مطراً..فسقى كل الحلوق الجافة وإبتلت..فشربت إرتوت كما أكلت..وشبعت..
نعم اي والله ..
------------------------------

الوادي الجانا مَترقّن
مدّ جناحو الطايل شرقاً وغرباً
القبلي بروقو على القلعات يضّربن
الدُكُن البِعدن قِربن
فوق صنقور المحلة الطالت كبّن
قول للمحلة بيوتك خِربَن
قول ما دلة.. الحلق الجاف اتبلّ
بالحيل آ جني إيه والله


يرجع لوصف كيف جاء هذا الخير..نازلاً عبر الوادي ..الجانا مترقن ..تَرقَن ..يُترقِن ..فهو مَترقَن..اي مملوءاً حتى تدفق خارجاً..
فالوادي إنحدر مملوءاً فتدفق على جنباته..وإمتدت أجنحته شرقاً وغرباً..
وهاهو البرق القِبلي ..والذي يكون ناحية القِبلَة..اي ناحية الشرق..أو مائل قليلاً الى الشمال..بحسب جغرافيا منطقة ود بادي..
(والقِبلِي عند أهل البادية في السودان برق لا يخيب أبداً..لذلك نجده كثيراً ما يرد في أغانيهم ودوبيتهم وترنيماتهم..بشارة خير وامنيات..
لذلك إستخدمه بعض الشعراء في اشعارهم..حتى الشعراء غير الشعبيين..مثال محجوب شريف في رائعته
"وا حلالي القبلي شال شبال.. لمع برق المهيرة.."..وذلك الإستخدام الذكي والموفق..
كما هناك البرق العبّادي..

* الصادق اب آمنة..أحد شعراء البطانة قال:
الليلة البطانة إتخلفنلها القِبلِي والعبَّادي
ونفضنو المِتل جبب أب صريمة يدادي
.....
والبرق العبّادي هو الآخر برق لا يخيب..وهذا كله يقع ضمن معرفة إنسان البادية
للبيئة وتوقعاته لهطول الأمطار..

إذن ود بادي يقول هاهي البروق إشارة المطر القبلي..على القلعات ..جمع قلعة..وهي التلة الخفيفة الإرتفاع..هاهي البروق في لمعانها تتضارب متقاطعة..
الدُكن ..الداكنات..والسحائب الزرقاء الداكنة المملؤة بالمطر..إقتربت..
ستكب فوق أعلى رأس هذا المحل والجدب الذي طال أمده..وكلمة صنقور وهو الرأس حسب ظني لا تخلو من تشفِّي في المحل..

فقل للمحل هذا المطر جاءك وسيخرب بيوتك..ويوقع بك هزيمة ماحقة..
فيبتل الحلق الجاف من جراء الجدب..وهل هناك شيء مفرح اكثر من المطر..بعد محل وجدب؟؟



ولي عودة لمتابعة القصيدة المسدار ..

جزيرة عِبدِلة
للشاعر محمد ود بادي..



مع خالص التحايا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سراج الدين عثمان محمدين

سراج الدين عثمان محمدين


عدد المساهمات : 254
تاريخ التسجيل : 21/03/2009
العمر : 58

وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي   وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 02, 2009 3:24 am

[/b]الرزق الجانا مدله الحلق الجاف اتبله بالحيل ا جني اي والله
لك التحيه عبد العزيز لقد جعلتنا نقوص في اعماق الشعرالدارجي وحقيقه ادهشني تناولك لشرح المعاني الدارجيه وعشنا معك ايام الزراعه وكاننا بنقلع في البصل اي والله واتمني ان يستفيد ابناء المدن من هذا الشرح الوافي للغه اهلنا ناس الريف ولك جزيل الشكر[b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الحتانة
مشرف قسم مرقنبو قرنبو
عاشق الحتانة


عدد المساهمات : 402
تاريخ التسجيل : 27/03/2009

وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي   وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 03, 2009 3:35 am


رائع يا ود عبد الماجد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد العزيز عبد الماجد




عدد المساهمات : 26
تاريخ التسجيل : 22/04/2009

وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي Empty
مُساهمةموضوع: رد: وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي   وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي I_icon_minitimeالخميس يوليو 23, 2009 6:36 pm

الأعزاء ..سراج وعاشق الحتانة..سلام وتحايا..
ما كتبته في هذا الموضوع حقيقة منحنى فرصة للعودة بذاكرتي لكثير من تفاصيل الحياة هناك في بلدنا..وإعادة النظر فيها..

أتمنى صادق ان يكون ما كتبته ذا نفع على الجميع..

لكما التحايا ولكل زوار المنتدى وعضويته..

-------------------------****----------------
-------------------------****----------------




ونواصل مع ود بادي في قصيدته المسدار:

سَمِح الخَمَج الفوق أسيادُو
سَمِح العِز المِن أجدادُو
الجِنيَات المَشُو ما عَادُو
كان بالرِِد دَا أكّانوا اتنادُو
غرَّب حامِد وشرَّق بَلَّة
كانُوا بِحلبُو الضَرِع الدَلَّة
كانُوا بِحضروا الخير القََدحُو مَعَلاّ
الجِنيَات ما كفرت بي نِعِمة الله !!
بالحيل آ جني إي والله


سمح الخمج الفوق أسيادو
وسمح العز المن أجدادو
يعود بالإشارة الى اولئك الذين زرعوا فحصدوا..فيقول هكذا يجب أن تكون حياة الرغد..
واظن ان كلمة خمج هنا ليس مقصوداً بها التبزير أو عدم الإكتراث في فعل الشيء..كما في المعنى الآخر..وإنما المقصود هو الشبع الكامل..من خلال توفير ماهو اكثر وأكبر من الحاجة..بإعتبار أن ذلك كرماً فياضاً حسب ثقافة تلك المناطق..
إن وصف فلان بأنه خمجان فهو يعني المدح بأنه كريم فائض الكرم ..كما ان إسم "الخمجان" إسم متعارف عليه هناك بل من الأعلام المعروفة..
يقول هكذا يجب ان يكون الإعتزاز بالكرم الفياض طالما هو موروث من الجدود..
الجِنيَات المَشُو ما عَادُو
كان بالرِِد دَا أكّانوا اتنادُو
غرَّب حامِد وشرَّق بَلَّة
كانُوا بِحلبُو الضَرِع الدَلَّة
هناك من سافر منهم ..ففات عليهم حضور كل ذلك الخير..منهم من "غرَّب" بالإتجاه غرباً..
ومنهم من "شرّق" بالإتجاه شرقاً..يقولون:غرّب..وشرّق..وسفَّل /السافل شمالاً..وصعَّد/الصعيد جنوباً.. بحسب تعريفهم الخاص للإتجاهات..في قاموس اللهجة الدارجة هناك..
كانُوا بِحضروا الخير القََدحُو مَعَلاّ
الجِنيَات ما كفرت بي نِعِمة الله !!
فلو كانوا موجودين بالرِد دا..الرِد ..الجهة..يقولون:رأيت فلان حايم في رِِد السوق العربي..أي في جهة من ..او نواحي السوق العربي..
ولو كانوا موجودين في هذه الجهة ..لكانوا تنادوا على بعضهم ليحلبوا اللبن من ذلك الضرع الذي تدلى..والقدح المعلىَّ..
ولكنهم إبتعدوا من هذا الخير..وكأنهم كفروا بهذه النعمة..!!

********************


وهنا حكاية كاملة يصورها ود بادي في مشاهد بديعة من مسداره هذا:

ذات في يوم والغيمة تَهتّف مَطراً نَقَّع
فوق نُوَّار الطَلِح الفقَّّع
رِيحة البَرَم إن جاتك ..
عِطراً فايت خُمَر الفوق أردافَا مَجَدَّع
شُفنا الوادي يقشقِش في دمعَات الليل
والتِعِل الشايِل بدا يتفقَّع

ذات في يوم والغيمة تَهتّف مَطراً نَقَّع
ذات مرة والمطر نازل خفيفاً..نقَّّـع: أي ماء المطر وصل درجة بِرَك صغيرة..
يقولون لوصف درجات صبيب المطر: نقَّطَت ..رشّت..ثم نقَّّعَت..ثم سيَّلَت..السيل..

فوق نوّار الطَلِح الفَقّّع
رِيحة البَرَم إن جاتك ..
عِطراً فايت خُمَر الفوق أردافَا مَجَدَّع
ونوَّارة شجرة الطلح وهي البَرَمة والجمع بَرَم ..وهي تُطلق على زهور الاشجار الشوكية..(مثل السيّال..السَلَم..السَمُر..السُنُط..)
فللطلح زهرة صفراء اللون..لها رائحة ذكية جميلة..بالذات في موسمها..وهو نفس الطلح الذي إستخدمته المرأة السودانية..
في تجميلها وعن طريق دخان حطبه..الذي يصبغ عليها لوناً خاصاً..كما أنها علاج أيضاً للبشرة ولغيرها..وشجرة الطلِح شجرة كبيرة في حجمها.. لحاها طريء ولونه أحمر..
وبالفعل هي شجرة عزيزة..
وبالطبع هنا أقصد شجرة الطلح التي تنمو على ضفاف النيل..والمقام مقام جزيرة عِبدِلة..
فربما إختلفت شجرة الطَلِح التي تقع في مناطق إنتاج الصمغ العربي..بعيداً عن النيل..كما حجمها الصغير !!
يقول هذه الزهرة عندما تتفتح إن جاءك عطرها فإنه يفوق رائحة الخُمرة وما والاها من العطور المعروفة..
بقوة نفاذها وجمالها..وبكل ما تحمله من دلالات..في علاقتها بجمال الجسد ..!!

والتِعِل الشايِل بدا يتفقَّع
التِعِل..وهو صوب المطر..أو قل إتجاه المطر وهو نازل في شكل خيوط على جهة محددة ..يسمونه تِعِل..والجمع تِعُول..او تعّال..
الشايل..يقولون السحاب شايل..اي مملوء بالماء ورابط جاهز للصبيب..ويقولون السماء شايل..اي مملوء بالسحاب..والزرع شال..أي أظهر ثمره..
وفي غنائنا كثيراً ما ترد الكلمة ..مثلاً يشيرون في وصف البنت أن صدرها شال..اي كبرت وأظهر ما عليه..كما في الأغنية الشعبية:
لايق شعري فيهو براهو
دا الشال الثمار ..تكّاهو
يا ود حاج حمد تلفاهو..
(عمر الحواري/غرب كبوشية/فنان شعبي)
وعند اهل البهائم النعجة الشايل او الشول (هي الوالدة وبرفقتها مولودها..ولعل إسم "الشول" إسم المؤنث..ربما من نفس المعنى..والله أعلم!!).
يقول هاهو المطر الرابط بدأ يتفتح من بين السحاب..وينزل خيوطه.
------------
تَلَّب حامد فوق مخلُوفة أب زُور واِتربَّع
طلَق الرَسَن أب زَمة وسوَّا خَبِيباً بدّع

تلَّب: قفز..نط..او ركب بكل خفة..على مخلوفة أب زور: أب زور هو الجمل..والمخلوفة هي سرجه ..ولكنها مخصصة فقط للركوب ..
وبالذت للمسافات الطويلة..وللمخلوفة توابعها وادواتها بأسماءها الخاصة..فحين تكتمل توابعها تجعل من الراكب على الجمل يبدو في منظر وهيبة بديعة..
كما أنهم يختارون لها جملاً خاصاً..له مواصفات "جمل الركوب" .. !!
لذلك جاء شكلها مريحاً في الجلوس.. وهي بخلاف "الحَوِيَّة" التي هي السرج المخصص للتحميل..والخدمة..

ركب حامد جمله ..وتربَّع عليه..ثم أطلق العنان الرسن..وهو عادة ما يكون حبل مغزول من الشعر..ويتفرّع منه خيط رفيع ليشبك الجمل من أنفه..لمزيد من التحكم في سرعته..
أطلق العنان لجمله السريع ..وسوّا خبيباً بدّع..والخبيب درجة من درجات المشي عند الإبل..
فيقولون في مشي الإبل تحديداً: مشى ..ثم خبَّ..ثم كَربَت "من الكربتة وهي الجري المتوسط"..ثم جرى كما في حالة السباق..
كما يقولون "برطَع" في حالة الجري الغير موزون..وأمصع ..جرى جرياً أشبه بالجنون..كما في حالة أثناء تطويعه/ تدريبه مثلاً ..
والخبيب هي درجة الجري المريح للجمل..(ممكن تقول "جَكة موزونة")..بحيث تأخذ أرجل الجمل في حركتها الشكل الحركي البديع في هندسته الربانية..
وهنا يمنح راكبه إيقاعاً خاصاً يصلح تماماً للنم وللغناء..وحسب ظني أن شعراء الدوبيت في تلك اللحظة ..يتنَّزل عليهم شيطان شعرهم ..المجنون..
فيترنمون بقول بديع..!!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفة مع قصيدة (مُسدار جزيرة عِبدِلِة) لمحمد ود بادي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحتانه وسقادي غرب هما تؤامان خرجا من جزيرة جمره
» وقفة إجلال تعظيم سلاااااااام
» قصيدة مجودة
» قصيدة خايفه
» قصيدة في القدس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قرية الحتانة :: الفئة الأولى :: مرقنبو قرنبو-
انتقل الى: